تسريب امتحانات الباكالوريا بمكناس !!

رد الوزارة الوصية لم يتأخر كثيرا حيث جاء كما جرت العادة لتفنيد كل ما من شأنه أن يؤثر على مصداقية الباكالوريا المغربية .
العديد من الصفحات على الفايسبوك تداولت صور امتحانات الباكالوريا مدعين أنها مسربة ،لكن التسرب الحقيقي هو ما حدث سنة 2006 عندما تم تسريب امتحانات الباكالوريا لصالح إحدى الثانويات الخاصة بمكناس، ليتم تداولها قبل يوم أو يومين من إجرائها على نطاق واسع بين تلاميذ المدينة ،وبحكم أنه امتحان وطني موحد انتشر كالنار في الهشيم بتراب المملكة عبر العديد من أجهزة التواصل المتوفرة آنذاك من هواتف محمولة و حواسيب مقاهي الإنترنت ، حيث عاينت بنفسي بعث ورقة امتحان مادة الفلسفة إلى مدينة العيون باستعمال  جهاز الماسح الالكتروني أو "السكانير" ثم إرسالها عبر رسالة الكترونية ، ناهيك عن بيع باقي المواد ب 5 دراهم أو بثمن الطباعة فقط.
هناك من طمس الأمر من بين التلاميذ أنفسهم نظرا لهول الحادث وهناك من احتج ،حيث قاطعت عدة ثانويات  باقي المواد الممتحنة بعد علمها بتسريب أسئلة المواد السابقة لكن لم يؤخذ احتجاجها بعين الاعتبار و قدمت ككبش فداء وتمت إعادة الامتحانات فيها .
وزير التعليم آنذاك كان الحبيب المالكي الذي يفتخر بتدريسه للأمير مولاي رشيد ،حيث لازلت أتذكر أنه نفى نفيا قاطعا ما رأت أعيننا وما سمعت أذاننا ، وحصر حادث التسرب في ثانويتين ، الأولى بمكناس وهي ثانوية "لالة أمينة" التي تقع على بعد أمتار من ولاية مكناس والثانية وهي ثانوية خاصة "الخوارزمي"، وقد يحتج فريق حزب الحبيب المالكي -الاتحاد الاشتراكي- الذي يوجد اليوم في المعارضة على الوزير الحالي ويتهمونه بالتقصير دون استحضار ما آلت إليه هذه الوزارة أيام كانت بين أيديهم.
حادث التسرب هذا غير مستقبل العديد من التلاميذ ب180 درجة نظرا لأهمية الباكالوريا،حيث منح للبعض منهم فرصة النجاح واكتشاف عالم ما بعد الباكالوريا بنقط وهمية أهلتهم لولوج بعض المعاهد ،والبعض الأخر أصيبوا بإحباط كبير بعدما كانت أحلامهم تلامس عنان السماء.